مصرف الإبداع راعي ذهبي لملتقى الحوار الاقتصادي السوري
برعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس نظمت مجموعة دلتا للاقتصاد والأعمال ملتقى الحوار الاقتصادي السوري تحت عنوان (الاستثمار والمصارف والمشروعات الصغيرة – ثلاثية الانتعاش الاقتصادي) صباح يوم الاثنين في فندق الشيراتون بدمشق بمشاركة واسعة من رجال الأعمال وممثلي الجهات الحكومية المعنية بقطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والاستثمار والتمويل. وأكد رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس أن القانون رقم 8 الخاص بمؤسسات التمويل الأصغر يتمتع بكل المرونة اللازمة وتمت دراسته بأكبر قدر ممكن من العناية والإيجابية لتحقيق الغاية المجتمعية التي صدر من أجلها مشيراُ إلى أن الحكومة تعمل لتنشيط عملية المساهمة في مؤسسات التمويل الأصغر وزيادة المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر وتقديم الدعم اللازم لها. وأشار المهندس عرنوس إلى أن المداخلات والتوصيات في الملتقى ستتم دراستها وستلقى الاهتمام الكبير من الحكومة وقال نحن جاهزون لوضع أي ملف على طاولة النقاش بما يحقق مصلحة الوطن ومن الضروري استثمار رؤوس الأموال الوطنية في دعم مشروعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة وكذلك تشجيع زيادة مصارف التمويل الأصغر متمنياً على المصارف القائمة أن يكون لديها نوع من أنواع المحافظ المحددة لخدمة عملية التنمية في المشروعات متناهية الصغر. من جهته أكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل خلال الملتقى تعافي القطاعات الإنتاجية سبيل أساسي للانتعاش انطلاقاً من مبدأ الاعتماد على الذات وهذا يحتاج إلى استثمارات حقيقية وقدرة على التمويل وتخفيض كلف التمويل. ونوه الخليل بأهمية تشجيع المشروعات الصغيرة لكونها العماد الأساسي للاقتصاد وتحتل النسبة الأكبر من المشروعات القائمة على المستوى الوطني والتي تمكن الاقتصاد من النهوض من جديد لافتاً إلى دور القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في تغطية حاجة السوق المحلية خلال سنوات الحرب. وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة دلتا للاقتصاد والأعمال المنظمة للملتقى غياث شماع سعي الملتقى للوصول إلى مخرجات عملية قابلة للتنفيذ لخدمة المشاريع الصناعية والاستثمارية وتوفير التمويل اللازم لها وتطوير بيئة الأعمال لتكون متكاملة تتوافر فيها التشريعات مع الاجراءات المناسبة. وناقش المشاركون في الملتقى ضمن المحور الثاني استراتيجية التمويل لدعم الاقتصاد السوري وتمويل مشروعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة حيث تحدث وزير المالية الدكتور كنان ياغي عن سياسة الحكومة في مجال الإقراض وتمويل المشروعات مؤكداً حرصها على توفير قطاع مصرفي مرن يتمتع بمروحة واسعة من المنتجات المصرفية لتشجيع الاستثمارات ودعم المشاريع بأنواعها وتمويل التجارة الخارجية وعمليات الاستيراد. حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور محمد عصام هزيمة أشار إلى ارتفاع نسبة نمو الإقراض في المصارف العاملة خلال العام الماضي إلى 130 بالمئة دون تسجيل أي حالات تعثر في القروض نتيجة المتابعة المستمرة للقروض الممنوحة. وأوضح هزيمة أنه تم بداية العام الجاري السماح للمصارف العاملة بمنح القروض والتمويلات لعدد من المشاريع الصناعية إضافة للمشاريع الخاصة بإنتاج الطاقة دون سقوف شريطة تقديم جدوى اقتصادية حقيقية وأن تسدد دفعات القروض وفقاً لمراحل تنفيذ المشاريع بهدف منع المضاربة على سعر الصرف باستخدام هذه الأموال. مدير هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة إيهاب اسمندر أكد أهمية قطاع المشروعات الصغيرة وما تقدمه من حلول للمشكلات الاقتصادية كارتفاع معدلات البطالة والفقر ومساهمتها في التنمية المستدامة وتعزيز الناتج المحلي مشيراً إلى أن غالبية مشكلات هذا القطاع تراكمية سواء كانت تمويلية أو تسويقية أو فنية. وأكد الرئيس التنفيذي لمصرف الإبداع للتمويل الأصغر أديب شرف في كلمة له خلال المؤتمر أن القانون رقم 8 للعام 2021 الذي سمح بإحداث مصارف التمويل الأصغر عزز مفهوم الشمول المالي وأعطى هذه المصارف مرونة أكبر في منح التسهيلات الائتمانية والتوجه بقوة نحو دعم المشاريع متناهية الصغر مؤكداً أهمية التدريب والتأهيل للراغبين بإقامة المشاريع وهو ما يركز عليه المصرف قبل منح القروض من خلال تقديم خدمات تدريبية واستشارية متنوعة سواء كانت مهنية أو حرفية لطالبي القروض. وأشار شرف إلى أن مصرف الإبداع للتمويل الأصغر في سورية قام بخطوات هامة لتوسيع خارطة انتشاره وتقديم خدماته للمواطنين وزيادة عدد المستفيدين من خدماته المصرفية والذين تجاوز عددهم حتى اليوم عن 80 ألف. وأشار الرئيس التنفيذي للمصرف في تصريح للصحفيين إلى أن رعاية المصرف لهذا المؤتمر تأتي للتأكيد على الدور الهام لمصارف التمويل الصغير وللتواصل مع كافة المعنيين لتطوير عمل هذه المصارف. وأكد أن المصرف افتتح خلال الشهر الماضي فرع رئيسي له في منطقة شارع العابد بدمشق يقدم خدمات الإيداع والسحب والإقراض، كما تم افتتاح ثلاثة مكاتب منها مكتب في مدينة قطنا بريف دمشق ومكتبين في ريف اللاذقية في مدينتي الحفة وبيت ياشوط إلى جانب فروعه في جرمانا بريف دمشق وفي محافظتي السويداء وطرطوس. وهنالك خطة لافتتاح عدة فروع ومكاتب جديدة. وأشار إلى أن هنالك إقبال كبير على الاقتراض من المصرف نتيجة الاجراءات والضمانات البسيطة المطلوبة للحصول على القرض الذي يبلغ سقفه حالياً 5 مليون ليرة، كما أن المصرف يمنح قروض لمشاريع قيد التأسيس ويقوم بمتابعة المقترضين وتقديم التدريب والاستشارات لهم بما يضمن نجاح المشروع، ونتيجة لذلك فإن نسبة التعثر في سداد القروض شبه معدومة.